رسالة من داخل الدار
بُنَيَّ يا ثمرة فؤادي...
لماذا اخترتُ إبعادي
وفي الدار قد أسكنتني ..
ومن بِرِك قد حرمتني
وقد فضلتَ عليّ من النساء..
من إخترتُ فهل هذا الجزاء
أرضيتَ بها اماً بدلاً عنّي
والله ما كان هذا ظني
أم استغنيت بالمالِ والبنون ..
فنسيتَ بهم صدراً حنون
سل خالك عن يوم مولدك..
كيف كنت أنتظر مقدمك
بصُراخك نسيتُ آلام المخاض ..
رقَ الفؤاد والدمعُ فاض
وإلى صدري ضممتُك في حنان ..
ورجوتُ أن ينطقَ ذاك اللسان
فيقولَ أمي ها قد أتيت ..
فلن ترينَ حُزناً ما حييتْ
فنفسي لروحك الغالية فداء
فحبك يجري في الدماء
سأسعد بوجودك قربي
فتحت قدماك جنات ربي
وكبِرتَ يا بني تحت عيوني .
فلم تنم قبلي أو تأكل بدوني
فقلتُ أسعدُكَ قبل معادي
لأرى في صِغارك أحفادي
إن هي إلا قليلُ أيام
وأتركُ الدنيا والحطام
قلتَ أبقاك الله يا نبع ودادي
لتحملي معي همّ أولادي
سألتُ وهل تُطيقني إن كبرتْ
أو تُطيعني حينها إن أشرتْ
قلتَ وكيف لا يا أمي الحبيبة
إن لم أفعل فتلك مصيبة
ومرتِ الأيام وازدادت الأشغال
وصرت بالمال رجل أعمال
فوهن العظم منيّ وصرت عليلة
فلا أقوى قياماً وليس عندي حيلة
وكنتُ يوماً من الوحدة نائمة
فوجدتُ نفسي في الدار هائمة
لستُ آسفةً على هذا المكان
ولكن تذكر كما تُدينُ تَدان
كما تدين تدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق